القائمة الرئيسية

الصفحات

من المدونة

لماذا الرياضيات ..!




الاحتفاء بالرياضيات في تصوري ليس من قبيل الترف ولكن لما لهذه المادة من أثر عظيم على الإنسانية في كل المجالات. فالتقدم في كل مجال من المجالات لأي شعب يعني أن ورائه اهتمام كبير بعلوم الرياضيات على وجه الخصوص.

بروز الرياضيات كما يقول الدكتور هوارد فهر خبير اليونسكو هو الحاجة إلى فهم البيئة المادية، ومنذ ٣٠٠ عام أدى التطور التدريجي لفروع الرياضيات الى التنظيم الكلاسيكي فقد قسمت الرياضيات إلى أربعة أقسام رئيسية وهي : الحساب، الجبر ، الهندسة ، التحليل. وكل فرع من هذه الفروع ميدان بحث مغلق ومنفصل.

كما يشير الدكتور أحمد الحكيم في كتابة " آراء تربوية في تعليم الرياضيات" أن تدريس الرياضيات بشكل جيد ليس أمراً يسيراً فهو عمل شاق كثير المطالب وتعتبر بالنسبة لكثير من الطلاب غريبة، وغامضة، مخيفة، دروسها غير ممتعة وجافة ومملة نظراً لكثرة التجريد فيها أكثر من غيرها ولذلك دأب العديد من البلدان على القيام بحركة إصلاح مستمرة تجاه الرياضيات التربوية ، التي تشمل المحتوى الرياضي والتعليم والتقويم.

وأضيف هنا من خلال الخبرة في ميدان تعليم الرياضيات لما يقارب العشرون عاماً أن مادة الرياضيات تغيرت في منهجها وطريقة عرضها عما أعتدنا دراسته وتدريسه سابقاً وانتقلت من مجرد نقل للمعلومات إلى مرحلة أخرى وهي معرفة قيمة الرياضيات من خلال حل المسائل التي لها ارتباط بواقع الحياة.

فعندما يسأل طالب اليوم عن أهمية الرياضيات لا يجد المعلم حرجاً من أن يرد عليه بأي مسألة من مسائل واقع الحياة التي تبين أهمية الموضوع الذي يدرسه ويتعلمه.

أن الشعور بقيمة الرياضيات لدى الطلاب يعزز لديهم الثقة بقدراتهم ويدفعهم للتعلم والشعور بالإنجاز.

وفي تصوري من المشاكل الرئيسية لدينا أن هناك كثير من المعلمين يركز على تعليم المهارة للطالب بشكل جيد ويغفل جانب آخر وهو متى أستخدم هذه المهارة وعند حل مسألة كيف أتحقق من صحة الحل لها؟ وهل حلي صحيح؟

بمعنى آخر دعم عملية التفكير أثناء الحل وبعده يجعل الطالب متمكناً وليس كما يحدث

اليوم فقد يجيد الطالب مهارة معينه وعندما ينتقل إلى صف جديد تجد هذه المهارة تبخرت وأصبحت جديدة عليه.

ويحتاج المعلم أن يعيد في كثير من الأحيان بعض المفاهيم الأساسية التي تم شرحها في سنوات سابقة وربما في المرحلة الابتدائية في كثير من الأحيان.

ومن الأشياء التي يجب أن أذكرها من خلال خبرتي المتواضعة هي الحاجز النفسي عند كثير من الطلاب في تعلم الرياضيات مع الأسف هناك تصور مسبق لدى الطالب عن صعوبة تعلم الرياضيات وتعلمها مما يجعل هناك صعوبة في تقبل المادة ولذلك يحتاج الجانب النفسي إلى المزيد من الأبحاث المتخصصة لمعالجة هذا الجانب .

وفي الختام هناك الكثير من المعلمين في الميدان التربوي متميزين وعلى مستوى عالي من الوعي والإدراك وهناك تجارب ناجحة ومتميزة ولكن ما ينقصنا هو إظهار هذه التجارب على السطح والاستفادة من تلك التجارب وتعميمها.

تعليقات