القائمة الرئيسية

الصفحات

من المدونة

قلق الاختبار.. !!





أشرت في تغريدة سابقة أن الاختبارات المدرسية لم تعد تسبب ذلك القلق المعتاد ، وكنت أتساءل حينها هل هذا الأمر يُعد مؤشراً إيجابياً ؟ كانت الردود متباينة بطبيعة الحال ، فالبعض يرى الملخصات أحد الأسباب، والبعض يرى أن بعض المعلمين يرفع الحرج عن نفسه من خلال وضع تقييمات لا تحمل بعض من المصداقية هروباً من المسائلة عن سبب الإخفاق .

 وهناك من يرى أسلوب التقييم المتبع سبب في انخفاض مستوى القلق أو ربما انعدامه لدى بعض الطلاب ويحتاج إلى تعديل وغيرها من من وجهات النظر المختلفة. ولكن ما هو قلق الاختبار؟ وما هو تفسيره لدى أصحاب النظريات التربوية المختلفة؟ 

 وللإجابة عن هذه التساؤلات يعرف قلق الاختبار على أنه حالة نفسية أو ظاهرة انفعالية يمر بها الطلاب خلال الاختبار وتنشأ عن خوفه من الفشل أو الرسوب أو عدم حصوله على درجة مرضية له ، وقد تؤثر هذه الحالة النفسية على العمليات العقلية كالانتباه والتفكير. 

ويرى أصحاب وجهة النظر المعرفية أن ما يصيب الفرد من قلق عال في الاختبار إنما هو نتيجة قدرة منخفضة وعادات دراسية سيئة. بينما يرى أصحاب وجهة النظر الخاصة بمعالجة وتجهيز المعلومات أن الطلاب ذوي الدرجة العالية في قلق الاختبار يعانون مشكلة في تعلم المعلومات وتنظيمها ومراجعتها قبل الاختبار واستدعائها، أي أن تحصيلهم المنخفض مرجعه بالأساس إلى قصور في عمليات الترميز وتنظيم المعلومات واستدعائها وقت الاختبار.

 وبعد الاطلاع على بعض الدراسات وجدت أنها تشير إلى وجود علاقة إيجابية بين الدرجات المرتفعة في التحصيل الدراسي وقلق الاختبار الذي يكون في مستوى منخفض. كما يرى آخرون أن قلق الاختبار قد يُعد عاملاً إيجابياً يؤدي إلى رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى عدد كبير من الطلبة في حين أنه قد يكون له تأثير سلبي على طلبة آخرين مما يؤدي إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي لديهم خصوصاً فيما يتعلق بالمراحل الأساسية من التعليم نظراً لصعوبة تعبير هذه الفئة عما يشعرون به من قلق.

 ولا شك أن المستويات العليا من القلق تؤدي بالطالب إلى فقدان قدرته على السيطرة مما يؤدي إلى تدهور أداءه في الاختبار والتحصيل الدراسي ،كما يكون الحال كذلك عند وضع اختبارات صعبة لا تتناسب في مستواها مع مستوى الطلبة، وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة حدة التوتر والخوف من الفشل وتدني مستوى التحصيل أيضاً. 

وأرى أن التوجه للتقويم البديل وعدم الاعتماد الكلي على الاختبارات قد يكون عامل مهم ساهم في انخفاض مستوى القلق لدى بعض الطلاب، وهو شيء إيجابي بدون أدنى شك فالمستويات المتوسطة والعالية من القلق تؤثر على تركيز الطالب وأداءه وتفكيره أثناء الاختبار، وهو ما تشير إليه الكثير من الدراسات. 

وختاماً التوجيه السليم من قبل المعلمين وتشجيع الطلاب وتحفيزهم على اجتياز الاختبار دون خوف أو توتر، وتوفير الجو الملائم والبيئة المناسبة من الأسرة في المنزل ، والبعد عن التهديد والعقاب والاستعداد المناسب من قبل الطالب نفسه للاختبار من الأمور الهامه التي تساعد على انخفاض مستوى القلق لديه ، والحصول على الدرجات المرضية له ولأسرته. مع خالص امنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح.
انت الان في اول مقال

تعليقات