القائمة الرئيسية

الصفحات

من المدونة

الرضا الوظيفي والثقة والحافز هي الداعم للنظام التعليمي الفنلندي..!



قادني بحث عن تأثير الحوافز على أداء المعلمين إلى صفحة الخبير التربوي في البنك الدولي والاتحاد الأوربي وهو الدكتور باسي ساهليبرغ أستاذ زائر في كلية الدراسات العليا في جامعة هارفارد ومعلم رياضيات (Dr. Pasi Sahlberg ) لديه موقع جميل على الإنترنت يضم العديد من المقالات والكتب المتعلقة بالشأن التعليمي.

في أحد مقالاته يقول أنه تشرف بلقاء العديد من الوفود من بلدان العالم التي تسعى لبناء نظام تعليمي كما لديهم في فنلندا وما لا يدركونه أن نظام فنلندا عالي المعايير يتطلب من جميع المعلمين أن يكونوا حاصلين على درجة الماجستير من جامعاتهم الداخلية لذلك المنافسة صعبة.! أنتهى كلامه.

وحقيقة الأمر قد تجد نوعاً من التعالي في وصفه ولكنها أيضاً الحقيقة فالنظام التعليمي هناك مختلف تماماً ولا يمكن استنساخه بكل سهوله لارتفاع معاييره فهو النظام الأكثر تنافسية وتحدياً أكاديمياً في العالم.

وفيما يخص المعلم في النظام الفنلندي فهو يتمتع بالاحترام والتقدير العالي حيث يقول دكتور باسي إن المعلمين هم السر الحقيقي لتقدم فلندا.

وهو القول الذي تدعمه العديد من الدراسات حيث أن الاستقطاب لمهنة التعليم يكون للمعلمين الأكثر تأهيلاً حيث أن التقدم على مهنة التعليم لا ينافسه إلا التقدم على مهنة الطب.

فيما يخص الرواتب فرواتبهم تنافسية مقارنة مع المهن الأخرى، والملفت للنظر أيضاً أن المعلمين هناك يتمتعون بالاستقلال الذاتي بمعنى لا يوجد ما يسمى بالتفتيش وهذي يعطي انطباع عن ثقتهم العالية في معلميهم.

يتم أشراك المعلم الفنلندي في صنع السياسة التعليمة في بلاده وهذي الشيء بطبيعة الحال يشعره بالفخر ويجعل كل معلم يبذل أقصى جهده.

يشير باسي في أحد مقالاته أن البلدان التي حققت مستوى عالي في الاختبارات الدولية يتمتع معلميهم بالاستقلالية في تخطيط عملهم وحرية استخدام طرق التدريس التي يعرفون أنها تؤدي إلى أفضل النتائج وأن الوثوق بالمدرسة والمعلمين في المجالات الرئيسية للتدريس يجعل مهنة التدريس خياراً مهنياً جذاباً.

وأعود هنا إلى بحث الدكتور بدر الشاعري عن تطوير سياسة الحوافز في المملكة العربية السعودية حيث يوضح في ثنايا بحثه عن كيفية الإفادة من التجربة الفنلندية حيث أنها لم تستخدم الأجر مقابل الأداء لحفز المعلمين ، بل الغت كل ما يسبب التنافس الفردي بينهم واستبدلت ذلك برواتب عالية وإعطاء المعلمين المسؤولية كمحترفين وقادة إصلاح وتحسين وجعل المعلم مشارك في سياسة التعليم.

ويقترح أيضاً إلغاء مهمة الإشراف الحالية ويعوض عنها بالمعلمين الأوائل والاختبارات الوطنية للحد من تسرب أفضل المعلمين للعمل كمشرفين تربويين يعملون خارج المدرسة أعمال أغلبها إدارية.

وختاماً تحرص النظم التعليمية في العالم على الاستفادة من خبرات النظم الأكثر تطوراً في المجال التعليمي وتأخذ منها ما يناسب بيئتها ولعل التجربة الفنلندية ملهمة نظير نجاح تحصيل طلابها في الاختبارات الدولية مثلها مثل التجربة السنغافورية أيضاً.

تعليقات