القائمة الرئيسية

الصفحات

من المدونة

سنغافورة والصدارة الدائمة..!


تجربة هذا البلد الصغير الآسيوي في الاختبارات الدولية أو ما يعرف اختصارا TIMSS وتسيد طلابها هذه الاختبارات حتى اليوم على مستوى العالم. جعل العديد من المهتمين والباحثين في الشأن التعليمي في كل دول العالم يجرون الدراسات تلو الدراسات لمحاولة كشف سر هذا التميز على مدى سنوات.

قادني الفضول إلى قراءة مجموعة من الأبحاث في هذا الشأن وأحببت أن أشارككم بعض ما قرأته من خلال هذا المقال البسيط.من حيث المنهج الدراسي في مادة الرياضيات يعتمدون على الكيف وليس الكم بمعنى آخر موضوعات أقل في الرياضيات ولكنها تدرس بعمق أكبر.

أيضاً يبدأ محتوى المنهج في الرياضيات بالتعلم الملموس والمحسوس وينتقل إلى التعلم التصوري وينتهي بالتعلم المجرد وهو ما يتفق مع نظرية برونر والتي بدورها تؤيد نظرية بياجيه.تؤكد مناهج الرياضيات في سنغافورة على استخدام نموذج الشرائط البصرية لحل المشكلات اللفظية وهو أحد أسرار التميز والذي يساعد التلاميذ على تنظيم المعلومات وحل المشكلات بطريقة خطوة بخطوة.

والمتتبع لمناهج الرياضيات في سنغافورة يرى أن حل المشكلات هو جوهرها حيث تساعد التلاميذ على تحقيق فهم عميق للعلاقات الكمية من خلال تمثيلها حسابياً أو جبرياً على حد سواء وتوجيه الطلاب لاكتشاف أوجه الشبه والاختلاف بين الطريقة الحسابية والجبرية.

تأسست كتب ومنهج رياضيات سنغافورة على استراتيجيات جورج بوليا المعروفة مثل استراتيجية البحث عن نمط ، رسم صورة ، تبسيط المشكلة، الحل العكسي وهي موجودة في الكتاب الأمريكي ولكن طريقة التعاطي معها مختلفة بين البلدين.

فحل المشكلات متضمن في الكتب الدراسية السنغافورية وليس نشاطاً منفصلا لكنه مركز كل مهارة ونشاط. يتعامل التلاميذ مع مشكلات أكثر تعقيداً من الموجود في الكتب الدراسية الأمريكية. وكذلك المشكلات الروتينية وغير الروتينية متضمنه على مستوى كل صف بطريقة سلسلة التحركات من التعلم المحسوس إلى التصوري إلى المجرد. لديهم استراتيجية وطنية وهي ما يسمى المودل السنغافوري لحل المشكلات ويستخدم من الصف الثاني.

وقد وجدت بعض البحوث ورسائل الماجستير والدكتوراه فيما يخص المقارنة بين بعض مناهج المرحلة الابتدائية لدينا و المناهج السنغافورية وقد لفت انتباهي بحث مقدم يحلل محتوى الصف الأول ابتدائي لكلا البلدين وكان من مؤشرات التحليل صياغة المشكلة بشكل لفظي فقط في مناهجنا كانت النسبة عالية وكذلك المناهج الأمريكية مقارنة بالنسبة صفر في المناهج السنغافورية وهذا يعطي انطباع إلى التزام المنهج السنغافوري بنظريات التعلم التي تنظم وتبنى بها منهج الرياضيات بحيث يسهل على التلاميذ فهمها وترتبط بخصائص المرحلة العمرية حيث تم صياغة المنهج كاملاًً بشكل لفظي وصوري مراعية النمو والتطور العقلي.ورغم هذه النتائج القوية إلا أنه يتم مراجعة منهج الرياضيات كل ٦ سنوات للتأكد من أنه صالح ولا زال يلبي احتياجات الأمة.

وختاماً أعلم أن سلسلة ماجروهل للرياضيات جميلة ولكن لم تقدم تطوراً في نتائج الطلاب من عام ٢٠٠٩م حتى الآن في الاختبارات الدولية وهذا مؤشر واضح للتعديل والتطوير أو حتى التغيير الجذري .

تعليقات