تعتمد خطة البحث مجموعة من النقاط التي يجب على الباحث مراعاتها، وهي بمثابة المرشد للباحث للمضي في مسيرته البحثية ولعل أولى النقاط أهمية هي تحديد عنوان البحث ومن ثم المقدمة والتي تلقي الضوء على الميدان الذي يقع فيه البحث أو الدراسة. على أية حال سوف أتناول في هذا الجزء النقاط الأساسية الهامة والتي تم وضعها على شكل محاور في الموضوع السابق الذي كان بعنوان استمارة البحث.
هناك بعض الاعتبارات يجب مراعاتها من جانب الباحث في كتابة البحوث كما يشير (الجابر وآخرون، 2012) نقلاً عن فان دالين ويلخصها:
- هل يحدد العنوان ميدان المشكلة تحديداً دقيقاً؟
- هل العنوان واضح وموجز ووصفي بدرجة كافية تسمح بتصنيف الدراسة في فئتها المناسبة؟
- هل تم تجنب الكلمات التي لا لزوم لها مثل "دراسة في " ، أو " تحليل لــ " وكذلك العبارات الناقصة المضللة؟
ويذكر (عبيدات وآخرون،2011) أن العنوان يختلف في صياغته ووظيفته عن تحديد المشكلة فالعنوان هو مؤشر على مشكلة البحث يوضح مجالها فقط، أما تحديد المشكلة فيجب أن يكون دقيقاً يبلور المشكلة أبعادها وجوانبها. كما يضيف (الخليلي ،2012) الابتعاد ما أمكن عن الاستعراض والافراط في الرطانة اللغوية المتخصصة والكلمات التي لا يفهمها إلا القلة.
يشير (الجابر وآخرون،2012) إلى أهمية المشكلة وقيمتها العلمية والتطبيقية ويطرح عدد من التساؤلات:
- هل يحتمل أن تضيف نتائج بحث المشكلة شيئاً جديداً إلى المعرفة العلمية الحاضرة أو لها تأثيرها المباشر في تطوير الممارسات والتطبيقات التربوية المعمول بها حالياً في الميدان التربوي؟
- هل هناك شيء جديد في البحث لا يجعله مجرد صورة مكررة لبحوث ونتائج سابقة؟ - هل يحتاج المجال إلى دراسات من هذا النوع؟
كما يشير (مرجع سابق) أن يدرس الباحث المشكلات والتحديات الموجودة فعلاً في الواقع التعليمي وأن يتوصل إلى نتائج وقرارات لها قيمتها في تحسين هذا الواقع ورفع كفايته العلمية التربوية في ابعادها المختلفة.
كما تطرق (الخليلي، 2012) إلى أن التربويين يفرقون بين صياغة المشكلة في البحوث الكمية عن صياغتها في البحوث النوعية حيث يرتكز الغرض في البحوث الكمية على الحاجة إلى وصف حادثة أو مخرجات تعليمية وتفسيرها والتنبؤ بها ويشير إلى أن هناك ثلاثة معايير للصياغة الجيدة للمشكلة في البحث الكمي:
- وضوح المتغيرات التي سيتم البحث فيها على شكل جملة خبرية أو سؤال، مع تعريف هذه المتغيرات إجرائياً.
- وضوح العلاقة التي ستتم دراستها في البحث الحالي بين هذه المتغيرات.
- إمكانية إجراء بحث علمي حول هذه المشكلة.
أما البحوث النوعية فيتركز الغرض على استكشاف ظاهرة، أو فهمها كما يعيشها مجموعة من الناس في بيئة محددة بدون تصورات مسبقة. وتكون صياغة المشكلة في البحث النوعي أثناء تنفيذ البحث، وتتضح في غرض البحث، أي يسعى الباحث لاستكشاف المشكلة بدون تصورات مسبقة.
وتصاغ المشكلة بإحدى طريقتين كما يشير (الملحم،2010) وهي:
- أن تصاغ مشكلة البحث بعبارة لفظية تقريرية مثل / "علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي عند تلاميذ المرحلة الابتدائية".
- أن تصاغ مشكلة البحث بسؤال أو أكثر مثل/ " ما علاقة الذكاء بالتحصيل الدراسي عند تلاميذ المرحلة الابتدائية".
أهداف البحث هي النتاجات العلمية أو الإجرائية التي سيتم التوصل إليها بعد تنفيذ البحث. أي ماذا سيتحقق من تنفيذ هذا البحث من تعميمات أو توصيات إجرائية تطبيقية. أما أهمية البحث يبين الباحث ما يترتب على تنفيذ بحثه من إضافة للمعرفة في مجاله (أهمية علمية) أو من تطبيقات ميدانية تطويرية للواقع التربوي تسهم في تحسين الممارسات التربوية للفئة المستهدفة من البحث (أهمية تطبيقية) (الخليلي،2012).
كما يتطرق (عبيدات وآخرون،2011) إلى أهمية البحث من الناحية العلمية وأن الجانب التطبيقي للبحث هو غاية الأهمية لأن من أهداف البحث العلمي أن نتوصل إلى حقائق ومعارف وأساليب تساعدنا في تحسين ظروف معيشتنا ويجدر بالباحث أن يسأل نفسه هل سيسهم بحثي في تقدم المعرفة الإنسانية؟ هل سأتوصل إلى حقيقة ليست معروفة؟ هل سأقدم شيئاً جديداً في هذا المجال؟ وهذا لا يعني بطبيعة الحال ان جميع الأبحاث يجب أن تقدم مثل هذه الإضافات الجديدة، بل يستطيع الباحث أن يكرر بحثاً سابقاً ليؤكد نتائجه أو ينفي هذه النتائج بهدف الوصول إلى الحقيقة في هذا الموضوع وهو بهذه الحالة أضاف شيئاً.
أسئلة البحث وفروض البحث:
أسئلة البحث هي مجموعة الأسئلة المنبثقة من مشكلة البحث والتي يطرحها الباحث ليجيب عنها في نتائج البحث (الخليلي،2012).
وقد أورد (الملحم،2010) بعض البنود التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار في أعداد أسئلة البحث:
- تمثيلها المباشر لمشكلة البحث وأهدفه وفرضياته وأنواع البيانات المطلوبة منه.
- أن تكون واضحة محددة لا تحتاج لأي تفسير إضافي لما تعنية.
- قابلة للإجابة في ضوء المعرفة الإنسانية، والإمكانيات العلمية والمادية والبشرية المتوفرة.
- قابلة للقياس ليمكن تبرير إجاباتها والدفاع عن صحتها منطقياً وصفياً وإحصائياً.
فروض البحث هي توقع مؤقت حول نتائج تجربة بحثية معينة ويتم وضع هذه الفرضية موضع الاختبار حيث توفر عملية جمع البيانات وتحليلها بعد تنفيذ البحث طريقة لرفض هذه الفرضية أو عدم رفضها(الخليلي،2012).
ويشير (الملحم،2010) إلى خصائص الفرض الجيد نقلاً عن (عدس،1997) (عبيدات وآخرون،1996):
- المعقولية: بحيث تكون منسجمة مع الحقائق العلمية المعروفة، وليست خيالية أو متناقضة على الأقل.
- إمكان التحقق منها: حيث تخضع الفروض للفحص والتجريب. فالفرض الذي لا يمكن قياسه لا يمكن فحصه، والفرض الناجح هو الفرض القابل للقياس.
- القدرة على تفسير الظاهرة المدروسة: فالفروض الجزئية فروض غير اقتصادية، وغالباً ما تفشل في تفسير الموقف أو مجال البحث.
- الاتساق كلياً أو جزئياً مع النظريات القائمة: فالفرض العلمي الجيد يبنى على النظريات والحقائق التي سبقته لينسجم معها ويكون مكملاً لها.
- البساطة: فإذا قدر لك كباحث أن تصوغ فرضاً تفسر به موقفاً ما يكون سهلا وأكثر بساطة، فإنك بذلك تكون قد نجحت في صياغة فرض جيد.
# بعض المراجع ومنها (الخليلي،2012) يشير أنه لا يمكن أن تجتمع فرضيات البحث وأسئلته في البحث نفسه ففي العادة نختبر الفرضيات في البحوث التجريبية ونطرح أسئلة لنجيب عنها بالبحث العلمي في البحوث الوصفية المسحية. ولذلك إما أن يطرح الباحث فرضيات في بحثه أو يطرح أسئلة ويرى أنه من المغالطات التي نراها في بحوث المبتدئين من أن الباحث يعيد صياغة أسئلة البحث لتصبح على شكل فرضيات وهذا غير صحيح فطالما طرح أسئلة فليجب عنها فقط ولا يجوز أبداً إعادة صياغتها لتصبح على شكل فرضيات.
تمثل مراجعة الأدب التربوي المتعلق بمشكلة الدراسة عنصراً مهما في خلفية الدراسة أو إطارها النظري ويشير الباحثون في هذا المجال إلى ثلاثة أنواع من المصادر وهي المصادر العامة وهي التي يرجع اليها الباحثون في بداية إجراء البحث والتي تقدم للباحث ملخصاً مختصراً لموضوع بحثه، ومصادر أولية تمثل المطبوعات التي يقوم الأفراد بإعداد محتواها ونقل نتائجها إلى القراء مباشرة من خلال الصحف والدوريات العلمية المتخصصة التي تصدر من مؤسسات البحث العلمي، ومصادر ثانوية: ونعني بها الكتب المنهجية المرتبطة بمؤسسات التعليم المختلفة مثل الكتب الدراسية في الكليات المختلفة أو المنهاج الدراسي ولا شك أن لكل باحث مصادره الخاصة في البحث بحيث تختلف المصادر باختلاف الأساليب العلمية(الملحم،2010).
وتمثل الدراسات والمعارف السابقة للبحث أهمية من حيث بلورة مشكلة البحث وتحديد أبعادها وتزود الباحث بالكثير من الأفكار والأدوات والإجراءات والاختبارات التي يمكن أنت يفيد منها الباحث في إجراءات حل المشكلة وتزود الباحث بالكثير من المرجع والمصادر الهامة للبحث وتوجهه لتجنب الصعوبات التي واجهها الباحثون.
منهجية البحث وإجراءاته:
ويشمل هذا البند كما يذكر (الخليلي،2012) ما سوف يقوم به الباحث وما ينفذه فعلاً ويشتمل البنود الفرعية التالية:
-نوع البحث وتصميمة: ويحدد الباحث ما إذا كان بحثه وصفياً تحليلاً أو دراسة حاله أو تجريباً ميدانياً والتصميم الذي سوف يتبعه في هذا الشأن.
- مجتمع البحث: ويحدد فيه الباحث المجتمع الذي سيتم تعميم النتائج علية وحجمه ومواصفاته.
- عينة البحث: ويحدد الباحث في هذا البند حجم العينة التي سينفذ عليها البحث ونوعها وكيف سيتم اختيارها.
- أدوات البحث: يبين الباحث في هذا البند الأدوات التي سيتم استخدامها في البحث من اختبارات أو استبانات أو مقابلات أو ملاحظة أو أدوات اسقاطيه ..الخ حيث يصف الأداة وصفاً واضحاً.
يقوم الباحث بتعريف بعض المفاهيم المرتبطة بالدراسة ويحدد لها معنى اصطلاحياً كأن يقول يقصد بالكفاية وصول المعلم إلى مستوى معين من الاتقان في مجال ما، والمصطلحات يحددها الباحث وله الحرية في اخيار المعاني التي يضعها لمصطلحاته تماماً كالمسلمات، وبذلك يكون للكلمة المعنى الاصطلاحي الذي حدده الباحث (عبيدات وآخرون،2011).
أن يبين الباحث في هذا البند كيف سيعالج بيانات البحث، وإن كانت كمية فإن علية أن يحدد الإحصاءات التي سيستخدمها في هذا التحليل (الخليلي،2012). وجمع البيانات هو عملية الحصول على القياسات أو التعدادات أو قيم المشاهدات للتجارب التي يجريها الاحصائي وكلما كان جمع البيانات دقيقاً زادت ثقة الدارس بالاعتماد عليها، ولا يكون هناك تحليل صحيح للبيانات إذا كان هناك أخطاء في جمع تلك البيانات. أما تنظيم وعرض البيانات فهو عملية وضع البيانات في جداول منسقة، وعرضها بطرق مناسبة، كالأشكال الهندسية والرسوم، والبيانات والتوزيعات التكرارية..الخ
أما تحليل البيانات فهو عبارة عن إيجاد قيم لمقاييس واقترانات معينة تتحدد قيمها من البيانات قيد الدرس (الملحم،2010).
يقدم الباحث نتائجه بشكل متسلسل حسب أسئلة الدراسة أو حسب تسلسل فروضها، فيبدأ بالفرض الأول ثم يجمع الأدلة التي تؤيده أو تعارضه حتى يصل إلى قرار معين في الحكم عليه، ثم يبدأ بالفرض الثاني وهكذا، ومن المهم أن يقدم الباحث تسجيلاً دقيقاً لنتائجه التي يمكن أن تكون نتائج وصفية أو نتائج رقمية، ويعبر عنها بوضوح ويعرضها عرضاً واضحاً، يتم عرض النتائج والاحصائيات الرقمية في جداول أو رسوم بيانية ولا بد أن تحلل هذه النتائج وتفسر من خلال البحث عن أسبابها أو عن أثارها أو علاقتها بالمتغيرات المختلفة، كما لابد من الحكم على مدى دلالة هذه النتائج والاستنتاجات التي يمكن التوصل إليها من النتائج ( عبيدات وآخرون،2011).
ملخص البحث عبارة عن تقرير قصير مختصر يشمل كل ما قام به الباحث من تحديد المشكلة حتى تحليل النتائج دون حاجة إلى توثيق المعلومات وارجاعها إلى مصادرها، وهو يخدم القارئ في إعطائه وصفاً سريعاً للبحث.
- جابر، جابر وآخرون. (2012). مناهج البحث في التربية وعلم لنفس.القاهرة: دار النهضة العربي
- الخليلي، خليل. (2012). أساسيات البحث العملي التربوي.دبي، الامارات العربية المتحدة: دارالقل
- عبيدات، ذوقان وآخرون. (2011). البحث العملي مفهومه-أدواته–أساليبه.عمان، المملكة الأردنية الهاشمية: دار الفكر
- الملحم، سامي. (2010). مناهج البحث في التربية وعلم النفس.عمان: دارالمسيرة
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف