القائمة الرئيسية

الصفحات

من المدونة



المنهج فـي اللغة يعني الطريق الواضح البين، واصطلاحاً الطريق المتبع المؤدي الى غرض مطلوب.
المنهج هو ما تقدمه المدرسة لطلبتها وبطبيعة الحال فإن هذا التعريف الواسع ينطبق على المنهج في كل زمان ومكان ولكن ما تقدمه المدرسة في مكان ما قد يختلف عما تقدمه في مكان آخر، وما كانت المدرسة تقدمه قبل قرون يختلف عما تقدمه المدرسة الحديثة وهذا المحتوى المتغير هو ما يصطلح عليه بمفهوم المنهج .
إن تعريف المنهج أو الاتفاق على معنى محدد له هو إحدى المشاكل التي يقابلها المشتغلون في هذا المجال، إذ يسود تعاريف متنوعة ومعان متعددة، ارتبطت بالتطورات التي سادت الفكر التربوي، لذا يمكن التمييز بين مفهومين أساسيين للمنهج هما : 
المفهوم القديم " المنهج بمعناه الضيق "
 المفهوم الحديث " المنهج بمعناه الواسع".

المنهج بمفهومه القديم:

هو المحتوى الذي يتعلمه الطلبة ويتمثل في المعلومات والحقائق والمفاهيم التي نظمت في صورة مواد دراسية موزعة على سنوات الدراسة ومراحلها فالمادة الدراسية هي الغاية والوسيلة في آن واحد ، وقد أنحصر دور المدرس في ظل هذا المفهوم في نقل محتوى المواد الدراسية الى أذهان الطلبة بل أقتصر الأمر على عملية الحفظ دون غيرها من العمليات الذهنية الأخرى ، أما الطلبة فعليهم حفظ محتوى المواد الدراسية وإتقانها فمعيار النجاح والفشل مرهون بذلك ، ولم تقتصر آثار هذا المفهوم على المدرس والطلبـة بل امتدت لتشمل أساليب الإدارة والإشراف والتوجيـه ونظم إعداد المدرس فالمنهج القديم ما هو إلا مقررات المادة الدراسية المحصورة بالكتاب المدرسي فقد صمم من دون مراعاة حاجات الطلبة وميولهم لذا وجهت اليه انتقادات عديدة منها:
ضعف ارتباط المواد الدراسية بالبيئة وبحاجات الطلبة وميولهم.
-الاهتمام بالناحية العقلية وإهمال ما عداها من النواحي الأخرى .
-العناية بالجوانب النظرية على حساب الجوانب العملية.
جمود النشاطات المدرسية إذ تقع على هامش الدراسة .

المنهج بالمفهوم التقليدي يركز على المعلومات والحقائق والمفاهيم  وقد أدى هذا التركيز إلى إهمال معظم جوانب العملية التربوية.

المفهوم الحديث للمنهج:

ظهر هذا المفهوم رد فعل للانتقادات التي وجهت الى المفهوم القديم للمنهج وكان تطور العلوم الحديثة والثورة الصناعية وما صاحبها من ثورات اجتماعية أدت الى تغيير النظرة الى طبيعة المجتمع والمعرفة. فالمنهج الحديث هو" جميع الخبرات التربوية التي تهيئها المدرسة للطلبة داخل المدرسة وخارجها لغرض مساعدتهم على النمو الشامل في النواحي جميعها وتعديل سلوكهم طبقا لأهدافها التربوية " أو هو "جميع الخبرات التعليمية التي يتم تخطيطها أو الإشراف على تنفيذها من جانب المدرسة لتحقيق أهدافها التربوية"
ونلاحظ على المفهوم الحديث للمنهج نقاط أساسية عدة منها :
1. يوسع مـن مسؤولية المدرسـة إذ إن الخبرة ليست قاصرة على ما يحدث داخل الصف إنما تمتد لتشمل مواقف خارج المدرسة مثل الرحلات التعليمية .
2. المنهج الحديث لا يقتصر علـى مجرد الاهتمام بالجوانب المعرفية لـدى الطلبة فقط وإنما يهتم بالنمو الشامل للشخصية بجوانبها المتعددة.
3. المنهج الحديث مرن قابل للتعديل والتغيير بناءاً علـى ما يستجد فـي مجال المعرفة والعلم من اكتشافات ونظريات.
 4. يكسب الطلبة مهارات متنوعة للتعامل مع المشكلات التي قد تعترضهم في أثناء حياتهم . 5. تنوع طرائق وأساليب التدريس بتنوع خبرات المنهج.

الفرق بين المنهج القديم والمنهج الحديث: 

- المنهج القديم يقتصر على الكتاب المدرسي بينما المنهج الحديث يشمل أوجه الأنشطة والخبرات التي يمر بها الطلبة بتوجيه من المدرسة وبإشرافها.
- المنهج القديم وضعه متخصصون مـن دون مراعاة حاجات الطلبة وقدراتهم وميولهم أما المنهج الحديث فقد صمم على أساس احتياجات الطلبة ورغباتهم.
- موقف الطلبة في المنهج القديم موقف المتلقي بينما في المنهج الحديث موقف المشارك والتفاعل ودورهم ايجابي.
 - المنهج القديم غير قابل للتطوير أو التغيير بينما المنهج الحديث قابل للتعديل والتطوير .
 - المنهج القديم يهتم بالنمو العقلي وحده بينما المنهج الحديث يركز على النمو المتكامل .
- المدرس هو مصدر المعرفـة فـي المنهج القديم بينما هو يشكل جزءا من مصادر المعرفة في المنهج الحديث.


تعليقات