مفهوم الترابط الرياضي:
المهارة التي من خلالها يدرك المتعلمون أهمية الرياضيات، ودورها في خدمة العلوم الأخرى، وخدمة الأنشطة الحياتية المتنوعة إضافة إلى خدمة بعضها البعض (2016 ,Hakamah ).
ويرى كل من رايز ويانج أن الترابط الرياضي:
عملية تقوم على إدراك الطلبة للترابطات بين فروع الرياضيات، ودورها في خدمة العلوم الأخرى، وخدمة الأنشطة الحياتية المتنوعة إضافة إلى خدمة بعضها البعض Reys and) .Yang,1998)
يعرف كل من الانديز وفينيل أنه:
العملية التي تقوم على إدراك الطلبة للترابطات بين فروع الرياضيات المختلفة، والترابطات مع العلوم الأخرى، وبناء تصور عن فائدة الرياضيات من خلال قوانينها وأساليبها المنطقية والتنظيمية وأنشطتها في خدمة العلوم الأخرى، وخدمة الأنشطة الحياتية المتنوعة (2001,Fennel&Landis).
يتضمن الترابط الرياضي عددا من المهارات ويندرج تحت كل منها عدد من المتطلبات اللازمة لتحقيق المهارة، وهي كما يلي:
أولا: التعرف على الروابط بين الأفكار الرياضية واستخدامها:
معرفة الترابطات بين الأفكار الرياضية تمثل العنصر الأساسي لتعليم وتعلم الرياضيات، ويظهر ذلك من خلال توجيه نظر التلاميذ إلى ربط الموضوع الحالي بالمواضيع الرياضية التي سبق لهم تعلمها فيجدون الأفكار الرياضية الجديدة امتداد طبيعية لأفكار رياضية لإنتاج أفكار جديدة، ويلعب تقصي هذه الأفكار الرياضية دورا مهما في نمو قدرة الطلبة على الفهم وحل المشكلات والتزود بالطرق ذات المعنى ومثل هذه الفرص تعطي تعلم ذا معنى للرياضيات (1994,Hartig). تتكون الترابطات لدى الطلبة في الصفوف المتوسطة من خلال ربط الخبرات والأفكار الرياضية معا، وأنه يجب التأكيد على استخدام المتعلم للعديد من الترابطات لحل المشكلة مثل التمثيل البياني وعمل امتداد للأفكار الرياضية، أي أن فكرة ترابط الأفكار يجب أن تحتويها الرياضيات المدرسية في جميع المستويات، ويتطلب التعرف على الروابط بين الأفكار الرياضية واستخدامها، أن يدرك المتعلمون أوجه العلاقات الرياضية (1999,274,Gersten).
ومن المؤشرات الفرعية لهذه المهارة:
استخدام الترابطات الرياضية لحل المشكلات الرياضية.
لابد أن تتخلل الأفكار الرياضية المترابطة المحتوى الرياضي عبر كل المستويات.
النظرة للأفكار الجديدة كتوسعة للأفكار السابقة، واستخدام المتعلمين لما تعلموه مسبقا للتعامل مع أوضاع جديدة، وربط التمثيلات المتعددة للمفهوم الواحد وتمييزها (الأمين، 34,2001).
ثانيا: فهم كيفية ارتباط الأفكار الرياضية، وكيف تبنى على بعضها البعض، لكي تنتج كلا متكاملا مترابطة:
الرياضيات الحديثة عبارة عن تكامل الجبر والهندسة والتحليل والحساب، ويمكن وصفها كلها بأنها دراسة النظام الثنائي المرتب (المجموعة، البنية)، وبذلك أصبح ينظر إلى الرياضيات كنظام مترابط، وأن النظرة المعاصرة نحو الرياضيات تعتبرها بناء فكرية واحدة متناسقة أساسه مفهوم المجموعة، وحجر البناء فيه هو مفهوم البنية، وبالتالي يتوجب أن يتم تدريس الموضوعات الرياضية كوحدة مترابطة بين فروع الرياضيات كالهندسة والجبر والعمليات وحل المشكلات، وأن تتوافر لدى المتعلمين القدرة على رؤية البناء الرياضي في أوضاع تبدو مختلفة ظاهرية، وذلك أثناء تقدمهم في المراحل الدراسية المتتالية، ويتطلب هذا من المنهاج عرض نفس التركيب الرياضي بصور مختلفة، وهذا يسهم في أيجاد ترابط بين موضوعات تبدو مختلفة للمتعلم، فيمكن مثلا عرض التناسب الطردي كحالة خاصة من المعادلات الخطية، أو عرض معادلات الدرجة الأولى في صورها المختلفة، ولذلك فإن عرض المواضيع الرياضية يجب أن يستند إلى الخبرات السابقة للمتعلمين ويمهد لخبرات لاحقة عبر الصفوف المتتالية (1994,Hartig).
ومن المؤشرات الفرعية لهذه المهارة:
_ القدرة على رؤية نفس التركيب الرياضي في أوضاع مختلفة ظاهرية.
_ يجب التركيز على التكامل بين الإجراءات والمفاهيم عبر الرياضيات المدرسية (1996,200,Carol and, Graham) .
ويرى الباحث أنه بدون الربط بين الاستيعاب المفاهيمي والإجراءات فإن الرياضيات تبدو كمجموعة من القواعد العشوائية، وكذلك فإن تطوير المتعلمين لرؤيتهم للرياضيات كبناء متماسك يتضمن الحد من رؤية المفاهيم والمهارات كعناصر متباعدة، لذلك لا يجب للمعلم أن يعلم القواعد الخاصة بالإجراءات في غياب المفاهيم لكي يشعر الطالب بحب الرياضيات والانجذاب إليها.
ثالثا: التعرف على الرياضيات واستخداماتها في سياق خارج الرياضيات:
تحظى الرياضيات بكل فروعها، بأهمية بالغة في حياة المجتمع اليومية، وتصريف وتنظيم أمور معيشتهم، وحل ما يقع بينهم من أمور تحتاج للحساب، وتحديد مالهم وما عليهم من أمور مادية، ويتم ربط الرياضيات ومجالاتها وفروعها بالحياة، فيعرف التلميذ أهمية استخدامها والأثر الذي تحدثه في حياتهم، ودورها في رقي الأمم، وأن الرياضيات هي الرفيق الوفي للإنسان، والمساعد له منذوجود البشرية على الأرض، فعندما أراد الإنسان في البداية الإجابة على أسئلة في حياته اليومية مثل: كم عدد؟، وما
حجم؟....الخ، اخترع علم الحساب، وبعد ذلك ابتكار علم الجبر لتسهيل العمليات الحسابية، أما للقياسات فقد تم ابتكار علم الهندسة، وظهر علم حساب المثلثات عندما أراد الإنسان تحديد موقع الجبال العالية والنجوم، كما أن الرياضيات ضرورية في التخطيط الطويل للحياة، وأيضا التخطيط اليومي الأي فرد، والتقريب الرياضي ضروري لأي عملية، فالرياضيات مهدت لنا الطريق لحل الكثير من أسرار الطبيعة (1994,122 ,Fennel).
ومن المؤشرات الفرعية لهذه المهارة:تطبيقات الرياضيات في الحياة اليومية.
التطبيقات الرياضية في العلوم الأخرى (1998.343 ,Beethm).
دور المعلم في تنمية مهارات الترابط الرياضي:
تنمية الترابط الرياضي لدى الطلبة يقع على المعلم ويمكن تحديدمجموعة أدواره فيما يلي:
تحليل المحتوى العلمي لإدراك الترابطات القائمة بين الخبرات اللاحقة والسابقة، وبين الموضوعات والوحدات الدراسية وبين فروع المادة الدراسية، بالإضافة إلى ضرورة الاطلاع على المجالات الدراسية الأخرى لاستقراء المحتوى العلميلتحديد كيفية بناء الترابطات على مستوى المواد الدراسية.
تحليل محتوى المادة الدراسية لتحديد المفاهيم الرئيسية والفرعية والعلاقات والقواعد وتصميم النشطة التعليمية التي تمكنه من ادراك الترابطات المختلفة وبناء معرفة رياضية مترابطة ذات معني يشعر بمدى نفعيتها في المدرسة وخارجها.
الرجوع إلى تاريخ الرياضيات لتوضيح الترابطات المختلفة بين إنجازات العديد من العلماء والترابطات المختلفة بين إنجازات العديد من العلماء والترابطات بين إنجازات الحضارات المختلفة (1,2 200,Coy) .
دور المتعلم في تنمية مهارات الترابط الرياضي:
إن المتعلم لكي يفكر تفكيرة علمية أو يحل مشكلة أو يتعلم معرفة جديدة فإنه بحاجة إلى أن يتخذ دورة إيجابية في عملية التعلم، وأن يكون المتعلم فعالا له دور أساسي في عملية التعلم، ومن ثم فعليه أن يشترك بفاعلية في عملية التعلم وألا يقف متفرجة سلبية، وبناء على ذلك فإنه يقوم بمجموعة من الأدوار تساعده على تنمية الترابطات الرياضية وتزيد من قدرته على التعلم وهي كما يلي:
استخدام القواعد السليمة في إصدار الأحكام والقرارات.
ادراك التتابع والتسلسل في ربط أفكاره.
ربط الخبرات والأفكار الرياضية واستخدامها استخداما صحيحة.
_ فهم ومعرفة كيف يربط الآخرون أفكارهم والإحساس بهم.
الالتزام بالدقة والوضوح. (1999,141 ,Gerten)
المرجع:
برغل، سومر حسن . (٢٠٢١). درجة توافر مهارات الترابط الرياضي: دراسة ميدانية على عينة من معلمي مادةالرياضيات في مدينة اللاذقية.مجلة جامعة تشرين، ٤٣ (٤) ، ٨٩-٧٣.
تعليقات
إرسال تعليق
" إذا قرأتَ شيئاً لاتفهمه .. لاتحتقر ذكاءك .. احتقر ذكاء من كتبه " !