رحلة نحو تكنولوجيا المستقبل...

يتضح من التسمية أن مفهوم تكنولوجيا التعليم عبارة عن مفهوم مركب هما :
مفهوم التكنولوجيا ( technology )  ومفهوم التعليم ( instruction) ومن تزاوج هذين المفهومين تمخض عن ولادة هذا المفهوم الجديد في الستينات والعشرينات من القرن العشرين .

ما معنى مفهوم التكنولوجيا ؟



المعنى الشائع لمفهوم التكنولوجيا هو انها عملية تطبيق المعرفة العلمية لإنتاج منتج جديد يحل مشكلة تواجه الإنسان ، وبذلك يمكن تشبيه التكنولوجيا بأنها جسر يربط بين ضفتي نهر هما المعرفة العلمية النظرية ، ومشكلات الإنسان.
- غير أن هذا المعنى الشائع لمفهوم التكنولوجيا قد تم توسيعه وتعديله إلأى معنى جديد نسبياً لها ، وذلك على يد عالم الأقتصاد الأمريكي الأشهر جون جالبرث "gohn Galbraith" عام ( 1967 م) حيث عرف التكنولوجيا بأنها :

" التطبيق المنظومي للمعرفة العلمية وغيرها من المعارف المنظمة الأخرى في مهما العملية " 

لو نظرت لهذا التعريف السابق لتبين لك الإضافات التي أضافها لمفهوم التكنولوجيا والتي تتمثل في أمرين :

- أنه نظر إلى عملية تطبيق المعرفة على أنها عملية منظومية بمعنى أنها تتم وفق مدخل النظم ..أي تتم من خلال مجموعة من الخطوات أو المراحل المتتابعة والمتناسقة فيما بينها .

- أنه لم يقصر المعرفة محل التطبيق على المعرفة العلمية ( المأخوذه من العلوم الطبيعية : فيزياء ، كيمياء ، ...الخ) وحدها وإنما وسعها لتشمل كافة أنواع المعارف الإنسانية ، والأدبية ، والجمالية ، ...ألخ ) .

نلاحظ أن " جون جالبرث " ركز على اعتبار التكنولوجيا :عملية ولم يركز على أنها منتج .

 مفهوم التعليم :

التعليم هو : منظومة تعمل وفق مدخل النظم .

 وخلاصة هذا أنه منظومة مكونة من مجموعة عناصر تتفاعل فيما بينها وهي :

- مدخلات التعليم (المعلم,الطلاب,الأهداف,المحتوى,إستراتيجيات التدريس,الأنشطة,الوسائل التعليمية,التقييم,زمن التعليم) .

- عمليات التعليم ( التصميم, الإنتاج , التنفيذ, التقييم, تغذية راجعة). 

- مخرجات التعليم ( المتمثلة بالنتاجات المعرفية والمهارية والوجدانية الحادثة في سلوك الطلاب المتعلمين ).

- أخيرا بيئة التعليم (متمثلة بمجموعة عوامل فيزيقية و نفسية وإجتماعية وثقافية وغيرها ) المحيطة بمنظومة التعليم والمؤثرة فيها .

 ومن ذلك كله نخلص إلى مفهوم تكنولوجيا التعليم وهو : 

"العملية المنهجية المنظمة لتصميم وتنفيذ وتقويم عمليتي التعليم والتعلم عن طريق تطبيق المبادئ التربوية والنفسية المعروفة وتوظيف كافة الموارد المادية والبشرية المتاحة من أجل تحقيق أهداف تربوية محددة بأقصى قدر من الكفاءة والفاعلية".