قلق الاختبار.. !!

أصبح من لوازم العيش في هذه الحياة هو لبس الأقنعة ليس في الحفلات التنكرية كما جرت العادة عند الغرب فقط بل وحتى في أبسط الأمور .لبس القناع في مجتمعنا له ما يدعمه ولا أعني هنا لبس القناع نفسه ولكن أقصد عدم إظهار ما بداخلك من توجهات وما تراه صحيحا لأجل إرضاء فئة معينة .

عندما تناقش فكرة معينة قد تحتمل الصواب وقد تحتمل الخطأ تجد الجميع معارض وتموت الفكرة في مهدها وتنتهي عندها لا تستطيع أبداً أن تحاول التغيير ولا حتى التأثير لعدم القابلية أساساً بولادة الفكرة من أصلها .

عندئذ لزاماً عليك أن تلبس القناع وأن تواكب التوجهات سواء اقتنعت أم لا هذه ثقافتنا وطبيعتنا لا نقبل القسمة على اثنين والرأي هو الرأي الأوحد .

وإن تمسكت بفكرتك وقناعتك فأنت حينئذ تصبح عكس التيار . إذا أردنا مجتمع ناضج علينا أن نقبل الجميع لا نقبلهم هم فقط بل نقبل أفكارهم ولا نقصيهم مهما كانت أفكارهم غريبة علينا .

قد نجح الآخرون لأنهم رموا الأقنعة فلم تعد سوى طقوس لمواسم الاحتفالات من بعدها ترمى لمناسبة بعيدة أما نحن فقد لبسناها وقد تمكنت منا إلى درجة أننا لا نستطيع أبعادها عن وجوهنا .

قد أكون هنا متشائم لأقصى الحدود ولكن هذا جزء من الحقيقة لو بحثت في نفسك قليلاً لوجدت شيء من هذه المقالة يلامس واقعنا .