رحلة نحو تكنولوجيا المستقبل...

من الطبيعي الاختلاف في الاتجاهات الفكرية وهذا معروف منذ أن خلق الله هذه الأرض ولم تتفق البشرية كلها على فكر واحد ولكن في وقتنا الحاضر زاد الخلاف بين هذه الاتجاهات أو التيارات الفكرية فلا يكاد تخلو أي وسيلة إعلامية من وجود من يجاهد ويحارب من أجل حماية اتجاهه وميوله الفكري .وحيث أن هذا غير مستغرب فهو كما قلت موجود منذ أن خلق الله هذه الأرض ولكن مع الاسف الآن والمتتبع لهذه التيارات يجد حرب شرسة ومحاولة كل فكر من إقصاء الآخر وانه صاحب الفكر السديد والباقون هم جهله ولا يفقهون شيء ويكيلون لبعضهم السب والتهم ويترصد كل منهم للآخر ويتصيد أخطاءه

. ومن خلال المتابعة لما يكتب نرى مجتمعنا مقسوم بين تيارين رئيسين هو التيار الاسلامي وكذلك التيار اللبرالي ( وهو تيار دخيل علينا ناتج من الانفتاح الثقافي الذي يشهده العالم )التيار الاسلامي ينقسم ايضا الى قسمين :التيار الوسطي: وهو الغالب فلا إفراط ولا تفريط ويلتزم مبدأ الوسطية في كل شيء ولا يقصي الآخر وإنما يحب التفاهم ومعالجة الأمور بمنظور إسلامي صحيح متسامحين. وممثلين هذا التيار كثر ولله الحمد .التيار الاسلامي المتطرف: وهو التيار المتشدد الذي يقصي الآخر ولا يقبل الحوار ويعتقد أنه الصحيح ويتصادم مع مخالفيه ويكفرهم وقد أثر هذا التيار على البلاد والعباد وكان سبب رئيسي للإرهاب.

أما التيار الليبرالي الحديث فهو ينقسم إلى قسمين ايضاً :التيار الليبرالي الوسطي : وهو التيار الذي يحترم الاخر ويحاور ويناقش مع المحافظة على المبدأ الاسلامي الواضح وله محبيه وفي اعتقادي أنه الأقرب للتيار الاسلامي الوسطي فكل التيارات هنا دينهم الاسلام وبالتالي هو التيار العقلاني فهو يسعى إلى التطوير والتطور مع المحافظة على الثوابت الإسلامية .التيار الليبرالي المتطرف : وهو لا يقل خطورة عن التيار الاسلامي المتشدد فهو يقصي الآخر وينادي بالثقافة الغربية كاملة دون التمسك بدين أو عادات أو تقاليد وإنما يريد أن يصبح المجتمع مستنسخ من المجتمع الغربي أو يصبح نسخة ثانية منه وغالبية هذا الفكر ممن تأثروا بالثقافة الغربية سواء كان هذا التأثر إيجابي ام سلبي .من خلال القراءة السابقة لواقع هذا المجتمع نرى الصراع دائما بين هذين التيارين ومجتمعنا لم يكن يعرف حتى عهد قريب سوى التيار الاسلامي الوسطي العقلاني الذي ينظر للأمور بنظرة متزنة وعقلانية مع وجود التيار الاسلامي المتشدد وما اود قولة يجب على كل من التيارين الالتزام بقواعد وأدب الحوار وعدم إقصاء الآخر فالاختلاف في الفكر موجود في كل مكان وبلد وليس حكراً على مجتمعنا وهناك ما يأخذ منه وما يرد من كلا التيارين. التطرف والإفراط يقود المجتمع إلى كارثة من كلا التيارين مع أن هذه التيارات موجودة في واقع الإعلام اليوم وسبب نشوء هذه التيارات الفكرية هو انفتاح المملكه على العالم وسوف نشهد مزيد من التيارات في مستقبل الايام

وأخيرا ما أثارني لأكتب هذا هو الإقصاء للآخر من كلا الطرفين والسب والشتم الذي لا يليق بمفكر إسلامي أو داعية وكذلك التيار الليبرالي فقد يؤدي هذا الانفلات والتدني الاخلاقي لمزيد من التشدد والتطرف .