قلق الاختبار.. !!

الإنسان لا يمكن أن يتغير دون أن يقوم بتمرد داخلي على الذات حيث يستطيع التمرد على الداخل وتغيير العادات السلبية التي تأصلت وغرست في كيانه و شخصه .

العادات في نظري اشبه بالإدمان قد يكون الادمان سلبي مثل التدخين أو غيره يستنزف الحياة والعمر وقد تكون العادة ايجابية مثل صلة الرحم أو عمل حمايه من اغذيه معينه الخ ...

إن أصعب شيء هو التخلص من العادة السلبية اياً كانت ولا يستطيع الإنسان التخلص منها الا من خلال قيامه بتمرد على الذات وقوة إرادة تمكنه من الخلاص والعيش الأفضل .

تحتاج أن تتمرد على ذاتك في حالات كثيره كأن تغير اسلوب معيشتك ونمط استهلاكك كي يتناسب مع مقدراتك ولا تحس بالعجز المادي الذي اصبح عند البعض شبه دائم .

تستطيع أن تتمرد على ذاتك وتكون أكثر انتاجيه في العمل فمثلا تحاول أن تنام مبكراً وتأدي عملك الصباحي بنشوه واريحيه وهذا سوف يأثر ايجاباً على عطائك وانتاجك .

تستطيع أن تتمرد على إهمالك في احتضان اطفالك وتلبية مسؤولياتك تجاههم وتخصيص جزء من وقتك لرعايتهم وتفهم مشاكلهم واحتوائهم .

تستطيع أن تتمرد على ذاتك وتصنع ثقافتك بأن تخصص جزء من وقتك للقراءة وتحصل على الحد الذي يجعل لديك افكار وقناعات ومبادئ ولا تكون نسخه من غيرك مجرد كوبي باست .

كذلك هي الافكار .. احياناً ندمن فكره معينه نتوقع صوابها وصحتها ونعتبرها مسلمة لا مساومة عليها حتى وإن وجدنا براهين تثبت نقضها وعدم صحتها حتى تصبح عاده وعرف وعلى المدى البعيد تصبح نمط مضر لا سبيل للخروج منه .

الذات الانسانيه في العموم ميالة الى المعرفة والبحث والتجديد وهي ضد الجهل أو التجهيل أو التجاهل والافكار والمعرفه ليست حكراً على أحد دون الآخر .

يقول سبحانه وتعالى {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} .

متى احسست أن لك عاده سلبيه تمرد وقم بثورة على ذاتك وسوف تستطيع الخروج منها كما استطاعت مجتمعات

أن تثور على طواغيتها وتقوم باجتثاثهم الى الابد . وأنا هنا لا المح للثورات العربيه بأي حال فهي لا زالت في طور التحول والحكم على نجاحها الآن مبالغة ليست في مكانها رغم بصيص النور والأمل الذي تحمله .

ولكن نأخذ ثورات اجتماعيه أكثر نضج وانتاجيه مثل الثورات الأوربيه التي استطاعت أن تصنع الإنسان وتثور كذلك على الطبيعه في نقله نوعيه للمجتمع الإنساني .ولكن هل كان بمقدور تلك المجتمعات أن تتغير دون وعي وإدراك وتمرد ذاتي على الصعيد الفردي ؟؟ لا اعتقد ذلك مطلقاً .