القائمة الرئيسية

الصفحات

من المدونة

العلاج بالمعنى..!!




من خلال قراءه وإطلاع بسيط على طرق العلاج النفسي والذي جذبني له قلة وجود مراكز مهتمة بشكل كبير بالعلاج النفسي لدينا وكذلك الخوف الدارج لدى المجتمع من المراكز النفسيه .
ولو أن النظره في الوقت الراهن بدت أكثر نضجا مما عهدنا سابقاً من خلال التوعية ولو كانت في مجتمعنا قليله بل هي أقرب للعدم وله اسباب كثيرة ومتعددة .
لا اخفيكم لست مهتماً بالجانب النفسي كثيراً كغيري من ابناء المجتمع ولكن من خلال المصادفه وجدت أن هناك عالم اسمه "فيكتور إميل فرانكل " وهو أحد علماء الوجوديه حيث أن له مدرسته الخاصة من حيث الفلسفة أو العلاج وقد استخدم هذا العالم " فرانكل " العلاج بالمعنى كاسم لنظريته وسوف اسلط الضوء بشكل مبسط جداً في هذه التدوينه عنها .

تقوم فكرة " فرانكل " على كيفية توظيف المعنى لخدمة الصحة النفسية والمعنى لديه هو القوة الدافعية الأولية في الإنسان وأن سعي الإنسان إلى البحث عن معنى هو قوة أوليه في حياته .

ومن هنا يمكن الاستدلال على عدم وجود المعنى في حياة الإنسان في الحالات التاليه :

-الفراغ الوجودي وهو أن يحس الإنسان أنه لا يوجد ما يستحق أن يعيش من أجله وعندما يكون الإنسان أمام اختيار لا يعرف ما يريد ان يفعله . ويعبر عنه الانسان في صورة حالة الملل والملل هو سبب الكثير من المشكلات التي تفوق ما يسببه الإثم أوالحزن .

- الإحباط الوجودي ويعرفه "فرانكل " بأنه إحباط الرغبة في وجود المعنى ( فشل الإنسان في إيجاد معنى يناسبه ) والذي لديه احباط وجودي قد يعوض عنه في صور أخرى مثل وجود الرغبة في القوة أو المتعه ( مثل التعويض الجنسي ) .
- الخوف من المسئولية والهروب من الحرية وقد حددها في أربعة اسباب وهي الاتجاه الى عدم التخطيط في الحياه اليومية أو على المدى الطويل ..الاتجاه نحو الجبرية أو القدرية في الحياة ..تخلي الإنسان عن نفسه ككائن مسئول مع عدم الانخراط مع الجماهير .. تعصب الإنسان لرأيه وإهمال آراء الآخرين .

-القلق الوجودي ويقصد فيه الخوف من الموت أو الخوف من الحياة ككل والتي يبدو انها عوامل تقوم على تحديد مصيره وتجبره احياناً على التراجع وتجنب الحياة وليس بالضرورة أن يكون مرضاً نفسياً كما عبر عنه .

من هنا انطلق " فرانكل " باستخدام العلاج بالمعنى وفق مفاهيم ثلاثة وهي :

حرية الإرادة : أي أن للإنسان القدرة على تجاوز أقصى الظروف صعوبة إما بالشجاعة أو الضحك ( الفكاهة ) .

إرادة المعنى : وهي قوة جذب لا قوة حفز أو دفع لأن ارادة المعنى هدفها تحقيق معنى للوجود الإنساني ويتحقق ذلك عندما يتخذ الإنسان القرارات لابد وأن يسلك سلوكاً أخلاقياً وهذه القرارات تكون من أجل قيمة التزم بها أو شخص أحبه أو رغبةً في رضا ربه .

معنى الحياة : والمقصود فيه هنا المعنى الخاص للشخص والذي يتحدد من خلاله اتجاهاته نحو حياته ورسالته الخاصة في الحياة أو مهنته الخاصة التي تفرض عليه مهام محدده لابد من تحقيقها .

والمعالج بالمعنى لا يفرض قيمة أو وجهة نظره على المريض بل يترك المريض يرجع إلى ضميره الخاص ، كما انه مطالب بأن يلفت نظر مريضه بأن هناك معنى يجب تحقيقه دون أن يقدم له معان جاهزة .
والإنسان يمكن أن يجد معنى من خلال اكتشاف معاني الخير والجمال والحب أو حتى من خلال عمل ابتكاري يستفيد منه الآخرون .

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

" إذا قرأتَ شيئاً لاتفهمه .. لاتحتقر ذكاءك .. احتقر ذكاء من كتبه " !