القائمة الرئيسية

الصفحات

من المدونة

انغلاق وتصادم..!!

 



أولا المقصود بنوع الانغلاق هنا هو الانغلاق الفكري وعدم التحرر والسماح للعقل بالتفكير والاستناج والتقوقع على فكرة معينة والدفاع عنها وعدم السماح لرأي آخر مها كان أن يفكر أو يستقري أو حتى يتبنى النقاش عنها .

وأي متابع للإعلام في وقتنا الحاضر يرى وسائلة تحولت إلى مركز العاب قوى بين مدافع وبين مفند وينعت كل منهما الآخر بعدم الاختصاص فمنهم من حولها إلى مسائل دينية ومنهم من يعتقد أنها وطنية حيث تجد أن كل طرف يعتقد أنه يملك من الأدلة والبراهين والمفاهيم ما يؤلف به الكتب والمجلدات وما يحقق له الاتباع والسيادة والبعض منهم النجومية .
وبالنظر لمن حولنا من البلدان لا نجد هذا الاحتدام الفكري على الاقل في قضايا هي بالمجمل قضايا ثانوية وهامشية ليست عقدية أو ما شابة والمشكلة من وجهة نظري أن كل طرف يدعي الوصاية على المجتمع وأنه الحارس الامين وما سواه لا يفهم وليس بمجال تخصصه وقس على ما في جدلهم من التسفيه واحتقار الآخر.وأنا أورد هنا نص ما قاله الدكتور محمد الاحمري فهو يشخص من وجهة نظرة سبب هذا الاحتدام والانغلاق الفكري :
إن الأستاذ الذي يستهلك عمره في درس العقيدة والمذهب عشرات السنين لا يستطيع أن يخرج بتفسير خارج منظومته المعرفية بسهولة، ولو لاح الحق له خارجها لصعب عليه إتباعه، وقد ذكر أستاذ خفيف الظل عن مدير مدرسته القصة التالية؛ قال مدير مدرستنا درّس في هذه المدرسة سنين، ثم تعين فيها مديرا، وبقي كذلك خمسة وعشرين عاما، ثم بنى بيتا وذهبت معه لأراه، فلما دخلت البيت فإذا هو تماما على نظام المدرسة، الفصل الأول "أ" على اليمين، والأول "ب" على اليسار، ثم الصف الثاني والثالث وهكذا. قد يكون هذا مثالا متطرفا، ولكن البنية الفكرية الواحدة المكرورة تصنع نظاما قارا في الذهن يصعب تجاوزه، فمن كان يرى العالم لعشرات السنين من خلال فكر واحد ومدرسة واحدة وتقسيم واحد، يصعب عليه تجاوز ذلك .وكذلك قول الدكتور الاحمري ما يوجز به هذا التصادم :ولا شك أن عند العقدي ـ المتدين أو الليبرالي - أحيانا شيء من الكبر في مواجهة معلومة أو حقيقة مخالفة، تأتي من خارج مدرسته، لأنه في حال تدينه يرى الحق خادما لرأيه، وفي حال تغرّبه يرى الغرب ناصرا لفكرته بالقوة.وقد رأى المجتمع أنواع التباين في كثير من القضايا ولعل أبرزها قضية الاختلاط فأنا كشخص عادي أستغرب من يكفر ويستبيح الدماء ويؤيد ثم يمارس الاختلاط على رؤوس الاشهاد وهذه قضية من قضايا تجعل الانسان في مدار استغراب وتسائل هل يحل لهذا الشخص ويحرم على غيرة ؟الانغلاق الفكري ليس في صالح المجتمع فهو يؤدي إلى التبعية العمياء البغيضة فلا يحرك الانسان عقلة ويكتفي بمن ينوب عنه للتفكير حتى في أبسط أموره . وسيبقى الحال كالحال مجرد كلام وتنظير وصراع لا ندري ما نهايته .

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. شكرا لك وان كام الموضوع يحتاج الى تعريف وشرح اكبر عن معنى الانغلاق والالحتدام الفكري ولو بمقدمه بسيطة لكان الموضوع اكثر وضوحا ولك تحياتي

    ردحذف
  2. أشكر لك مرورك واضافتك والموضوع كما ذكرت متشعب ويحتاج الى مساحة أكبر ولكن ما أوردتة مجرد إشارة لما يجري لك أجمل تحية ...........

    ردحذف

إرسال تعليق

" إذا قرأتَ شيئاً لاتفهمه .. لاتحتقر ذكاءك .. احتقر ذكاء من كتبه " !